عامل الناس بما تحب أن يعاملك الله

عامِل الناس بما تحب أن يعاملوك به، عبارة دارجة ، وحكمة يُكرِّرها الناس ،وهي ليست حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما قاعدة من القواعد المهمة في السلوك المحمود،ولكن هناك قاعده أفضل بكثير من هذه القاعده (عامل الناس بما تحب أن يعاملك الله) كيف ؟ وبمعني ؟ ، أعطيكم الامثله على ذلك :-
- أتريدُ يا عبدالله الرزق؟ وأن يعطيك الله؟ أنفق في وجوه الخير يُنفق اللهُ عليك
· فهذا وعد من الله عز وجل بِالْخُلْفِ لمن أنفق في وجوه الخير؛ قال عز وجل: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ﴾ سبأ: 39.
- أتريد أن يرحمكَ الله عز وجل؟ فارحم الناس ولا تَشُقَّ عليهم
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ))؛ رواه الترمذي.
· أما إذا قصدت إدخال الضرر عليهم بلا حقٍّ، وشققت عليهم، فسيشق الله عليك، والجزاء من جنس العمل؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ))؛ رواه ابن ماجه والترمذي
- إذا مرَّت عليك أزمةٌ ومشكلةٌ، وتريد أن تنكشف عنك ؟ فيسِّر على مُعسِر
· قال صلى الله عليه وسلم: ((وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ))؛ رواه مسلم.
- وإذا أردت أن يسترك الله ولا يفضَح عيبك ؟ فاستُر على الناس ولا تتَّبِع عوراتهم
· قال صلى الله عليه وسلم: ((وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ))
· مَن تتبَّع عورات الناس كما يحدث من بعض الناس في تصوير أخطاء الآخرين دون علمهم ،عاقبة ذلك وخيمة؛ فقد روى عبداللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المِنْبَرَ، فنادى بصوت رفيع، فقال: ((يا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمانُ إلى قلبه، لا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلا تَتَّبِعُوا عَورَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ))؛ الترمذي.
- أتريد من رب العالمين أن يعفوَ عنك ويصفحَ ويتجاوزَ عن ذنوبك؟ فاعفُ أنت عن الناس إذا أخطؤوا عليك
· قال تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، وقصة ذلك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ؛ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ، فلما تكلَّم مسطح مع مَنْ تكلم في حادثة الإفك؛ قال أبو بكر: وَاللَّهِ، لا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، قال أبو بكر: بلى وَاللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فرجع إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَنْزِعُها مِنْهُ أَبَدًا.
- وإذا أردت يا عبدالله العون من الله عز وجل ؟ فأعنْ مسلمًا على حوائجه
· قال صلى الله عليه وسلم: ((وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ))؛ هكذا يتعامل الله معنا بحسب تعامُلنا مع الناس.
- أتريد أن يرد الله عن وجهك النار يوم القيامة؟ فرد عن أخيك الغيبة حين يغتابه الناس وأنت بينهم
· قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))؛ رواه الترمذي.
- أتريد أن ينصرك الله في الدنيا والآخرة؟ فانصر أخاك بظهر الغيب ودافع عنه
· قال صلى الله عليه وسلم: ((من نصر أخاه بظهر الغيب نصرَهُ الله في الدنيا والآخرة))؛ رواه البيهقي، وروى جَابِرُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ وَأَبو طَلْحةَ بْن سَهْلٍ الأَنْصَارِي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ))؛ رواه أحمد وأبو داود.
- أتريد أن يثبت الله قدمك على الصراط حين تزل الأقدام؟ فامشِ في حاجة أخيك حتى تثبتها له
· قال صلى الله عليه وسلم: ((ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام))؛ رواه ابن أبي الدنيا.
- أتريد أن عز وجل؟ أحبَّ عباد الله الصالحين، ورافقهم وزُرْهم، وأحسِن صحبتهم
· (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ))؛ رواه أحمد.
- أتريد أن يفسحَ الله لك ويوسعَ لك في الجنة؟ فافسح لغيرك المجلس حين يريد الجلوس
: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ المجادلة: 11
لذلك عامل الناس بما تحب أن يعاملك الله ، تقبل الله منا ومنكم جميعا يارب