الأحد، 18 أغسطس 2019

حقوق الصديق 3




قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عليكم بالإخوان؛ فإنهم عُدَّة في الدنيا والآخرة، ألا تسمع إلى قول أهل النار: ﴿ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴾ [الشعراء: 100، 101]؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ 2 صـ 160).
• وقال حسان بن ثابتٍ رضي الله عنه:
أخِلَّاء الرخاء هُمُ كثيرٌ  ولكن في البلاء هُمُ قليلُ
(أدب الدنيا والدين للماوردي صـ 207).
• قال شعبة بن الحجاج: خرج عبدالله بن مسعودٍ على أصحابه فقال: أنتم جلاء حزني؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ 150).
• قال بعض الحكماء: اصطفِ من الإخوان ذا الدِّين والحسب، والرأي والأدب؛ فإنه رِدْءٌ لك عند حاجتك، ويدٌ عند نائبتك، وأُنْسٌ عند وحشتك، وزَيْنٌ عند عافيتك؛ (أدب الدنيا والدين للماوردي صـ 207).
• قال أكثم بن صيفي: لقاء الأحبة مَسْلاةٌ للهَمِّ؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ 155).
الصديق الصالح يحفظ صاحبه في حضرته وغَيبته:
الصديق الصالح يدافع عن صاحبه في السر والعلانية، ويصُونُ عِرضَه، ويُبعُد عنه الشبهات، ويتحمل الأذى من أجله.
• أسر المشركون زيد بن الدثنة (رضي الله عنه) في غزوة ذات الرجيع، ولما أرادوا قتله، قال له أبو سفيان بن حربٍ: أنشدك (أي أستحلفك) الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي،قال أبو سفيان: ما رأيت مِن الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا؛ (سيرة ابن هشام جـ 3 صـ 141: 140).
العتاب بين الأصدقاء:
لا يخلو الرجل - وهو معرَّض للغفلة والضرورة والخطأ في الرأي - أن يخلَّ بشيء من واجبات الصداقة؛ فإن كنت على ثقة من صفاء مودة صديقك، أقمت له من نفسك عذرًا، وسرت في معاملته على أحسن ما تقتضيه الصداقة.
فإن حام في قلبك شبهة أن يكون هذا الإخلال ناشئًا عن التهاون بحق الصداقة - فهذا موضع العتاب؛ فالعتاب يستدعي جوابًا، فإن اشتمل الجواب على عذر أو اعتراف بالتقصير، فاقبل العذر، وقابل التقصير بصفاء خاطر، وسماحة نفس.
ومما يدلك على أن صداقة صاحبك قد نبتت في صدر سليم: أن يجد في نفسك ما يدعوه إلى عتابك، حتى إذا لقيته بقلبك النقي، وجبينك الطلق، ذهب كل ما في نفسه، ولم يجد للعتاب داعيًا؛ (العتاب بين الأصدقاء - لعلي بن محمد التميمي صـ 98).
• يقول الشاعر:
إذا اعتذَر الصَّديقُ إليك يومًا
مِن التقصيرِ عذرَ فتًى مُقرِّ
فصُنْهُ مِنْ عتابِك واعفُ عنه
فإنَّ العفوَ شيمةُ كلِّ حرِّ
(موارد الظمآن لعبدالعزيز السلمان جـ 2 صـ 306).
آداب العتاب بين الأصدقاء:
العتاب بين الأصدقاء، غالبًا، ما يكون بسبب أحد أمرين:
(1) الخصومة.
(2) الهِجْران والتقصير.
وفي كلا الحالين ينبغي أن نراعي الآداب التالية عند العتاب:
(1) استوثق من سبب الخصومة قبل العتاب، فإن اللَّبْس (عدم وضوح الحقيقة) وارد على كل حال.
(2) إذا لم يمكنك التحقق من سبب الخصومة إلا بالمعاتبة، فبالتصريح، ما لم ينجح التلميح.
(3) اعتمد على الوضوح في موضوع عتابك.
(4) ركز على موضوعك الذي أردت علاجه بالعتاب، ولا تستطرد إلى مواضيعَ أخرى.
(5) استعمل بعض مسهلات العتاب؛ مثل: الهدية - التلطف - المدح المعقول.
(6) لا تكن لوَّامًا على كل بادرة خاطئة؛ فإن كثرة العتاب أولى بالتخطئة!
(7) لا تذكر صديقك بالأخطاء القديمة، ولا تُعاوِدْه على الخطأ مرتين.
(8) العفو والمسامحة من أفضل ما يقابل به الصديق الصادق.
(9) كن متسامحًا راضيًا، ولا تكن متسامحًا ساخطًا.
(10) إذا سامحتَ، فكن جادًّا في مسامحتك، ولا تدندن حول داعي تلك المسامحة؛ فإن الراجع في مسامحته أعظم جرمًا من الراجع في هِبَته.
(11) أحسن صور العتاب ما يحقق الاعتذار.
(12) قد يكون الاعتذار بالإشارة؛ (مثل: الكف عن مواصلة الخطأ).
(13) الابتسامة وطلاقة الوجه والبشاشة تكفيك أحيانًا عن الكلام.
(14) ادخر عتابك للمواقف الحرجة.
(15) أنصِفِ المعاتَب؛ وتخيَّر له الوقت والأسلوب المناسب.
(16) عليك بالرفق عند العتاب.
(17) إذا كنت غاضبًا، فلا تفكر في عتاب من أغضبك؛ (العتاب بين الأصدقاء - لعلي بن محمد التميمي صـ 104: 103).
منقول....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا لرأيكم

محمد الخضراوي

يوم تلات عمرو دياب كامله 2019 Amr Dia -Yom Talat

يوم تلات كامله عمرو دياب  الاستماع : أضغط هنا